بلا أتيكيت

عاتبني أحد الأصدقاء على صمتي المطبق تجاه الذي يجري حولنا، و كان قد سمع عن طول لساني حكايات كثيرة، و لم يعلم أني انتسبت إلى قطيع الأرانب منذ استلم الذئب باب الحظيرة، و صرت كما غيري نسبح بحمده بكرة و أصيلا، فتخيل أي درك صرنا فيه و قد كانت الشمس لا تغيب من شموخ جباهنا.

كلك فهم !

سئل الشاعر أبو تمام لم يكتب ما لا يفهم، فأجاب و لم لا تفهم ما يكتب، و بغض النظر على أن بعض القول يحار قارئه فيه لعظيم ما يحتوي من معان و رموز يغيب عنها إدراك القارئ مهما علا كعب ثقافته و تبحر في أصل العلوم، و لكن الثابت فيمن يتوجه خطابه إلى الناس أن يكون قريباً منهم و كلماته تلامس واقعهم و إلا سيقع فريسة عدم الفهم من قبل جمهور ينتظر منه أن يكون منهم و معهم.

مقلوبة

امتلأت اللوحات الطرقية مع بداية السنة الجديدة بالإعلانات التي ترحب بالعام الذي أطل، داعية إلى ضرورة التغيير في نمط العيش و الانفتاح على الحياة، ناشرة جواً من الأمل لم يلبث أن تفرمل مع أول زيادة في أسعار المحروقات، و ما تبع ذلك من غلاء في المعيشة طال كافة مناحي حياة المواطن.

صلحها و عيشها غير

ما فيهم و لا كذاب

تابعت بالأمس تقريراً على الإخبارية السورية حول أزمة الازدحام في كراجات طرطوس، و قد تبادل فيه أطراف الأزمة شتى الاتهامات بحق بعضهم البعض، و يشكر لمقدم التقرير عرضه كافة الشهادات بكل موضوعية و دون إغفال أي جانب منها، و قد انشغل كل طرف في دفاعه عن نفسه بتحميل المسؤولية لجهة أخرى، لندخل في دائرة مفرغة من الجدل العقيم لم تصل إلى أي نتيجة، فمازال المواطن يعاني في انتقاله إلى عمله و جامعته و عودة إلى بيته.

شوفوني

حتى تتكلم عن الناس يجب أن تكون بينهم، و حتى تعرف معاناتهم عليك أن تعيشها، وجودك الحقيقي و المتواصل معهم هو الذي يضمن لك معرفة أسباب شقائهم و أسباب فرحهم، لتتمكن من مشاطرتهم آلامهم و مشاركتهم سعادتهم، بوصفك مواطناً في بلد يحترم نفسه، أما الزيارات الاستعراضية و التجول في الأسواق و تبادل أطراف الحديث مع بعض المارة، فتلك الأفعال يا حضرة المسؤول لن تعود عليك سوى باستجلاب سخرية مواطنيك.